محتوي المقال
مفصل الفخذ أو كما نسميه مفصل الورك هو أحد المفاصل الهامة والحيوية في جسم الإنسان، وذلك لوجوده في مكان مركزي وسط الجسم، ولذلك فهو من أقوى المفاصل التي توفر الحركة الآمنة للجسم، لكن رغم قوته فقد يتعرض لحالات الكسر أو التفكك أو التلف نتيجة الحوادث أو نتيجة التهابات المفاصل الشديدة.
وعند حدوث هذه الحالات فإن الأطباء يلجأون لخيارات علاجية مختلفة حسب كل حالة، تبدأ بالعلاجات البسيطة ووصف بعض الأدوية والمسكنات ومضادات الالتهاب، وتنتهي بضرورة إجراء عملية تغيير مفصل الفخذ لاستبدال الأجزاء التالفة في المفصل بأجزاء صناعية صلبة تعمل على تخفيف الألم واستعادة الحركة الطبيعية للجسم.
وسنتناول في هذا المقال عملية تغيير مفصل الفخذ بشيء من التفصيل، خاصة أنها واحدة من العمليات المهمة التي يقوم بها المركز المتخصص لجراحات الكتف و الركبة.
ما هي عملية تغيير مفصل الفخذ؟
تعتبر عملية تغيير مفصل الفخذ واحدة من أهم العمليات الجراحية في تخصص العظام، ويلجأ إليها الأطباء عادةً عند فشل أنواع العلاجات الأخرى في علاج آلام والتهابات مفصل الورك الشديدة.
والعملية باختصار هي عبارة عن استئصال لبعض الأجزاء التالفة في مفصل الفخذ ووضع أجزاء صناعية أخرى تتكون من أنواع خاصة من المعادن أو البلاستيك الصلب أو السيراميك، وتهدف العملية في النهاية إلى تخفيف آلام الشخص المصاب ومنحه القدرة على الحركة من جديد بدون ألم قدر الإمكان.
ما هي الحالات التي تحتاج للعملية؟
هناك أكثر من حالة طبية تستدعي إجراء عملية تغيير مفصل الورك نظرًا للتلف الشديد الذي يصيب المفصل، ومن أهمها:
- التهاب المفاصل: وهو التهاب شديد يتسبب في تآكل المفاصل ويدمر الغضاريف التي لها دور كبير في حركة الجسم.
- الروماتويد: أو التهاب المفاصل الروماتويدي الذي ينشأ من النشاط الزائد لجهاز المناعة، مما يؤدي لإصابة الجسم بالالتهاب الذي يسبب تآكل الغضاريف، بل وأحيانًا قد يصل التآكل إلى العظام التي تحت الغضاريف، وهذا يؤدي لتدمير المفصل وتشويهه، فلا مفر في هذا الوقت من ضرورة إجراء عملية تغيير مفصل الورك للتخلص من هذه الآلام والعودة للحركة الطبيعية.
- نخر العظام: وهو عبارة عن موت الأنسجة الموجودة في العظام بسبب عدم كفاية الدم الواصل لها، وعندما يحدث ذلك في الجزء الكروي من المفصل فقد يحدث تشوه للعظام.
ماذا قبل العملية؟
إذا كنت مقدما على إجراء عملية تغيير مفصل الورك فهناك بعض الاستعدادات التي ينبغي أن تكون على علمٍ بها قبل العملية:
- في البداية سيجري لك الطبيب الفحص المبدئي وسيسألك عن تاريخك المرضي وأي مشاكل صحية تعاني منها وأي أدوية تتناولها في الوقت الحالي.
- أثناء الفحص سيلاحظ الطبيب حركة المفصل ودرجة قوة العضلات التي حوله مباشرة.
- ثم بعد ذلك قد يطلب منك إجراء بعض الفحوصات والتحاليل الهامة التي قد تشمل تحاليل الدم والأشعة العادية أو أشعة الرنين المغناطيسي إذا لزم الأمر، للتأكد من أن حالتك الصحية الحالية تسمح بإجراء العملية.
- يمكن إجراء عملية تغيير مفصل الورك إما تحت التخدير الكلي أو التخدير الموضعي، لكن صاحب القرار في اختيار نوع التخدير هو الطبيب الجراح المسؤول عن الحالة، حسب الحالة الصحية للمريض وبعض العوامل الأخرى التي يأخذها في الاعتبار.
أثناء العملية
يقوم الطبيب الجراح باستبدال الجزء العلوي من عظمة الورك بجسم كروي مصنوع من المعدن، ثم يقوم بطلاء الجزء المجوف في مفصل الورك باستخدام قشرة معدنية لها غلاف بلاستيكي، كما يقوم أيضًا باستبدال الغضروف التالف ووضع مفصل بديل مصنوع من مواد بديلة، وتتم العملية على أكثر من مرحلة، وتستغرق عادة أكثر من ساعة حتى يتم تغيير مفصل الفخذ بشكل تام.
بعد العملية
بعد إتمام العملية يتم نقل المريض إلى غرفة التعافي ويبقى فيها بضع ساعات حتى يزول تأثير المخدر، ويتم ذلك تحت إشراف الفريق الطبي الذي يراقب المؤشرات الحيوية للمريض بشكل مستمر، مثل ضغط الدم ونبض القلب والإدراك، وأيضًا درجة الألم أو احتياج المريض لأن يتناول بعض الأدوية حسب حالته.
إذا كانت صحة المريض جيدة بعد العملية فقد يأذن له الطبيب المعالج بمغادرة المستشفى في نفس اليوم، لكن أغلب الحالات تبقى في المستشفى ليومٍ أو يومين إضافيين بعد العملية للتأكد من تمام التعافي.
قد تبدو العملية دقيقة جدا وتتكلف جهدًا كبيرًا حتى تتم بنجاح، إلا أن الأطباء والعلماء يسعون لتطوير أساليب مختلفة أقل خطورة بهدف تقليل الألم على المريض وتقليل المدة اللازمة للتعافي بعد العملية.
التعافي
من المضاعفات المحتملة بعد العملية حدوث بعض الجلطات الدموية في الساقين، لذلك لا بد من اتباع بعض الإرشادات الهامة ليتم التعافي بشكل تام دون التعرض لخطر الجلطات الدموية
وهذه بعض الإرشادات:
- المشي في أقرب وقت ممكن: قد يطلب منك الطبيب أن تمارس المشي بعد العملية بوقت قصير، إما في نفس يوم العملية أو بعدها بيوم واحد.
- ارتداء جوارب الضغط: قد يطلب منك الطبيب أن ترتدي بعض الجوارب الضاغطة التي تعمل على إحداث ضغط على الساقين يقلل من فرص الإصابة بالجلطات الدموية.
- الأدوية المسيلة للدم: من المحتمل أيضًا أن يصف لك الطبيب أدوية تساعد على زيادة سيولة الدم وتقليل احتمالية الإصابة بجلطات دموية.
- العلاج الطبيعي: أحد أهم مراحل فترة التعافي هو العلاج الطبيعي، حيث سيخبرك الطبيب بأي تمارين عليك ممارستها وأن تكون روتينًا يوميًا لك حتى تحافظ على صحة العظام والمفاصل، وهذا إذا كنت داخل المستشفى، أما إذا كنت في المنزل فهناك أيضًا تمارين هامة يمكن عملها في المنزل سيخبرك الطبيب عنها.
النتائج الأخيرة
من المتوقع بعد العملية ألا تشعر بنفس ذلك الألم الشديد الذي كان موجودًا قبل العملية، بالإضافة إلى سهولة الحركة المتوقعة بعد العملية، لكن لا تحاول ممارسة أنشطة عنيفة أو الأنشطة الحركية التي كنت تفعلها من قبل، حيث أن الحركة العنيفة المتكررة تسبب ضغطًا ما على المفصل الجديد، لكن قد يصف لك الطبيب بعض التمارين الحركية ذات التأثير الآمن على المفصل، حتى تمارس الحركة والرياضة بشكل خفيف إلى أن تعتاد على المفصل الجديد.